الاسم / هاني حلمى عازر
السن / 63
محل الميلاد / طنطا
مهندس مصري المانى اشرف على بنا محطة قطارات
برلين
Berlin Hauptbahnhof. ذهب للقاهرة عشان يدرس
الثانوية والجامعةشسنه 1973 سافر على المانيا عشان يدرس هندسه مدنيه فى بوخوم.
المهندس هانى اتريّس فرقة بُنا نفق Tiergarten تحت برلين سنة 1994. بعدها بقى كبير المهندسين لأكبر محطة
قطارات فى اوروبا ليرتر
بانهوف فى برلين.
قليلون فى مصر
الذين يعرفون اسم هذا الرجل وعبقريته الفذة فى البناء والتشييد وحفر الأنفاق،
ولكن هناك فى ألمانيا، هو كالنار على العلم، ينافس نجوم السياسة والفن
والمجتمع شهرتهم، يسير فى الطرقات فيبتسم له الناس ويحيونه بانبهار، يلتقى
الوزراء والمسؤولين فيكون السلام على طريقة الأصدقاء يد تصافح والأخرى تربت
على الكتف، تتحدث عنه الصحف بتقدير وتصفه بأنه القادر على تنفيذ المستحيل فى
الجدول الزمنى المحدد له مهما كلفه الأمر.
منحوه أعلى
أوسمتهم، والسبب بصيرته التى لم تخب فى تنفيذ الأنفاق وتشييدها بألمانيا منذ
شيد نفق مترو «دورتموند» فى العام 1979، مروراً بمحطة سكك حديد برلين فى العام
2006، والتى باتت منذ ذلك التاريخ أهم محطة قطارات فى أوروبا والعالم، ومُنحت
يوم حديثنا معه فى ألمانيا جائزة «محطة العام» على مستوى العالم، وصولا إلى
مشروع تطوير سكك حديد «شتوتجارت» بتكلفة 10 مليارات يورو وينتهى فى العام 2019.
هذا ببساطة هو
المهندس هانى عازر، مهندس الأنفاق والتشييد المصرى الأصل والجنسية والهوى،
الذى بات فى مقدمة أشهر 50 شخصية فى ألمانيا منذ تشييده محطة قطارات برلين. لا
يناقشه الألمان فيما يصرح به، لأنهم يعلمون أنه لا يقول كلمة إلا بعد دراسة
مستفيضة فإذا نطق، صدق.
البحث عنه وعرض سيرته والحديث معه ليس من باب الفخر بكل ما هو
مصرى فى الخارج، أو من باب تسليط الضوء على إسهامات المصريين فى العالم
المتقدم وحسب، ولكنه ينطلق فى المقام الأول من نقطة حاجتنا إلى استعادة الثقة
فى أنفسنا وقدراتنا، وبث الأمل فى نفوس لم تعد ترى من الصورة غير سوادها،
والتأكيد على أن ما وصلنا إليه له ليس بالنهاية المستدامة، فهناك دوما غد
يمكنه أن يأتى بالجديد.
وقد قامت معه حوار نشوي الحوفي من المصري اليوم اليكم الحوار
1/ درست فى كلية الهندسة بجامعة عين شمس
قسم مدنى.. ولكن لماذا تخصصت فى الأنفاق بالذات؟
عندما جئت لألمانيا عام 1974 والتحقت بالدراسة
فى جامعة «بوخوم» أدركت أن هناك الكثير من علوم الهندسة لم أحصلها، فدرست
هندسة الصرف الصحى والرى والكبارى والأنفاق، ولكننى وقعت فى غرام الأنفاق لأن
فيها تحديا أكبر، والخبراء المتخصصون فى هذا المجال يعرفون ذلك لأن صعوبات
البناء فوق سطح الأرض محددة ومعروفة سلفاً، لكن تزداد الصعوبة تحت الأرض، حيث
الظلام والمفاجآت لأنك لا تعرف ماذا سيواجهك وهنا مكمن التحدى.
2/صرت أسطورة فى عالم تشييد الأنفاق فى أوروبا فهل تذكر أول نفق
نفذته ولفت الأنظار إليك؟
نعم كان ذلك تقريبا فى عام 1979 فى منطقة
دورتموند، حيث كنت حديث التخرج فى جامعة بوخوم، ولتفوقى أخذتنى شركة «بولنسكى»
وكانت لدينا مهمة حفر نفق يمر فيه مترو «دورتموند»، وكانت مهمة صعبة والسبب أن
الأرض هناك أرض مناجم فحم، بمعنى أنه تكثر بها الانهيارات لكونها تربة غير
مستقرة. كانت مشكلة وتوصلت إلى حلها عن طريق عمل نفق من حديد بنفس فكرة عمل
آلة الأكورديون الموسيقية.. مصمم بشكل يعتمد على المرونة التى تراعى اهتزاز
الأرض خلال مرور القطارات بها وكانت أول مرة تستخدم فيها تلك التقنية فى
ألمانيا فلفتت إلىّ الأنظار، بعدها شاركت فى تنفيذ العديد من المشاريع المهمة
فى برلين منها مطار برلين.
3/ومتى بدأت العمل فى مشروع تطوير سكك
حديد برلين؟
سمعت الحكومة الألمانية بما قمت به من أعمال
فاشترتنى من الشركة التى كنت أعمل بها وكلفتنى فى عام 1994 بتشييد أنفاق
قطارات السكك الحديدية التى كان العمل قد بدأ فيها منذ ذلك العام. وكان يشرف
على مشروع تطوير المحطة قبلى أكثر من مهندس ألمانى ولكنهم فشلوا فى تنفيذ ما
تم الاتفاق عليه سواء من حيث التصميم أو التنفيذ أو تكاليف المشروع التى
تزايدت بمرور الوقتوفى مايو عام 2001 استدعانى رئيس سكك حديد ألمانيا وطلب منى تولى
مسؤولية الانتهاء من المحطة وأن يكون التسليم بعد 5 سنوات كنت فيها مسؤولا عن
750 مهندسا و1500 عامل، ومفوضاً بالتعامل مع 35 شركة تورد المواد للمحطة. وقبل
استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم، وبالتحديد يوم 26 مايو 2006 تم افتتاح
أكبر وأحدث محطة قطارات فى أوروبا والعالم بتكلفة 4.5 مليار يورو. وتم اختيار موقعها فى المنطقة الفاصلة بين
شطرى ألمانيا الغربية والشرقية قبل الوحدة عام 1990 لنُرِى العالم معنى الوحدة
وأثرها.
4/ماذا عن المشكلات التى واجهت عملية
تشييد المحطة؟
كانت كثيرة، أهمها المياه الجوفية التى كادت
تغرق برلين أثناء الحفر فى الأنفاق، وفشل المهندسون الألمان فى إيجاد حل لها
وكان من الممكن أن تعوق المشروع كله، ولكننى وجدت الحل فى تجميد التربة
وبالتالى تجميد المياه الجوفية فيها لدرجة – 36 تحت الصفر، مع الحفاظ على عدم تجميد
المياه القريبة من سطح التربة وإلا ماتت النباتات.
فزودنا التربة بمجسات لقياس درجة حرارة المياه
لمعرفة الوضع وتحقيق الهدفين: تجميد المياه الجوفية ورى النباتات. كانت لدى
أيضاً مشكلة حفر الأنفاق تحت مياه نهر «سبراى» دون تعطيل حركة الملاحة
النهرية، فقررت تعديل مجرى النهر لمسافة 70 متراً لتسير فيه الملاحة بشكل
مؤقت، وقمت بعدها بحفر الأنفاق المطلوبة وتغطيتها بالخرسانة ثم بطبقة سميكة من
الحديد، وتعجب الألمان من استخدامى الحديد فوق الخرسانة ورأى البعض أن فى هذا زيادة
فى تكلفة البناء ولكننى شرحت لهم وجهة نظرى، التى تتلخص فى أننى حميت الخرسانة
بالحديد حتى لا يتسبب إلقاء السفن الهلب فى شرخ أو تهديد للخرسانة المبطنة للأنفاق
على المدى الطويل. وبعدها أعدت النهر لمجراه الطبيعى، فقالوا عنى إننى أمتلك
مفاتيح كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة.
5/ ألا يندهش الألمان من عدم مساهمتك
فى حفر الأنفاق وتشييد المبانى فى مصر بينما تتم الاستعانة بهم للمشاركة
بخبرتهم فى ذلك؟
يندهشون بالطبع ويحارون، وعندما يعودون من مصر
يقولون لى كيف لا تذهب أنت إلى هناك وأنت مصرى ويستعينون بنا نحن بينما نحن
نستعين بك؟ فأجيبهم بأن الفكر فى مصر يفضل الخبرة الأجنبية ولذا يستعينون
بالألمان والفرنسيين والأمريكان ولكن لا يستعان بى، لأننى مصرى مثلى مثل آلاف
غيرى من المهندسين المصريين.
6/هل يمكن تنفيذ مشروع تطوير سكك حديد
مصر كما حدث فى ألمانيا وبالتحديد برلين؟
بالطبع يمكن إذا توافرت الإرادة الحقيقية
الراغبة فى ذلك، بحيث تُمنح جميع الصلاحيات للقائم على التطوير بإزالة كل
العقبات التى يمكنها الوقوف فى وجه هذا المشروع، وتوفير الإمكانيات اللازمة
له. كما أردد دائماً لا شىء مستحيل كل شىء ممكن.
7/ما قصة اختيارك فى قائمة أكثر 50 شخصية
مشهورة فى ألمانيا؟
نظمت إحدى المجلات الألمانية استفتاء بين
قرائها، لاختيار أكثر 50 شخصية ألمانية تتمتع بالشهرة بين الألمان، وضمت
القائمة نجوماً فى الفن والسياسة، واختارنى الألمان ضمن تلك الشخصيات الخمسين،
وجاء ترتيبى رقم 13. يومها قلت لنفسى نعم أنا مصرى فى ألمانيا. ليس هذا فحسب بل
أطلقت الصحافة الألمانية على لقب أبوالهول وصورنى كاريكاتير نشرته إحدى الصحف
على هيئة أبوالهول وأنا أعطى تعليماتى لألمانى بالعمل وماذا عليه أن يفعل.
8/ما الشىء الذى يثير بداخلك الإحساس
بالندم فى بعض الأحيان؟
أحياناً أشعر بالندم، لأننى قبلت تنفيذ مشروع
شتوتجارت، الذى يوازى 3 أضعاف مشروع تطوير محطات برلين، ويتكلف 10 مليارات
يورو، وهو الأضخم حتى الآن من حيث الحجم والتنفيذ ومدة الانتهاء منه فى العام
2019. فمساحته تقترب من 100 هكتار أى ما يعادل مليون متر مربع، وطول الأنفاق
به 240 كيلو متراً فى الاتجاهين، وسوف تكون شتوتجارت وقت تنفيذ المشروع مركزاً
للقطارات فى ألمانيا وأوروبا. وقبل قبولى تنفيذ المشروع قلت لأحد رؤسائى إن
المشروع كبير، وأفكر فى الاعتذار عنه، فقال لى لو فعلت هذا فلن تكون «هانى»
الذى عرفناه.. الذى يبحث دائماً عن الأصعب والأكبر.
|
0 التعليقات
إرسال تعليق